(( إلهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى ))
تم بحمد الله افتتاح منتدى ( إللهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى ) بإداره امل الحياه .
(( إلهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى ))
تم بحمد الله افتتاح منتدى ( إللهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى ) بإداره امل الحياه .
(( إلهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى ))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(( إلهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى ))

(( يدا بيد نبني المنتدى ))
 
الرئيسيةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول
 
           


بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» الفتاه للي فقدة بصرها ليلة زواجها
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالسبت يناير 30, 2010 10:56 am من طرف امــــــل الحيــــاه

» مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم - للأطفال
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 11:24 am من طرف كبرياء مسلمه

» قصص بصور للاطفال
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 11:18 am من طرف كبرياء مسلمه

» النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم "
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 10:12 am من طرف امــــــل الحيــــاه

» حول الألم إلى أمل "
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 10:04 am من طرف امــــــل الحيــــاه

» كن ثريا بأخلاقك فمن لايعرفك يجهلك!
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 9:03 am من طرف امــــــل الحيــــاه

» طريقة سهله لحفظ المفضلة قبل الفورمات, شرح مصور
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 12:16 am من طرف امــــــل الحيــــاه

» بطاقة البرنس هيما
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالخميس يناير 28, 2010 4:39 pm من طرف البرنس هيما

» الرجل الذي مات واقفا "
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالخميس يناير 28, 2010 4:37 pm من طرف أمينة

» ماذا تعرف عن مسجد حبيبك؟؟؟
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالخميس يناير 28, 2010 4:25 pm من طرف أمينة

» اطارات صور فوتوشوب روعة "
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالخميس يناير 28, 2010 3:26 pm من طرف أمينة

» هل تكتب في موقع إسلامي اذاا
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالخميس يناير 28, 2010 3:05 pm من طرف أمينة

» المعجزة الكبرى في مكة المكرمة والكعبة المشرفة بالأدلة العلمية المصورة!!!
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالخميس يناير 28, 2010 2:30 pm من طرف أمينة

» أنت في نعمة ...
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالثلاثاء يناير 26, 2010 8:32 pm من طرف كبرياء مسلمه

» موسوعة الملائكة وكل ما تريد ان تعرفة عنهم
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالثلاثاء يناير 26, 2010 4:47 pm من طرف أمــيره الحيــاء

» تعالو نأخذ خير الدنيا وما فيها في دقيقتين "
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالثلاثاء يناير 26, 2010 4:26 pm من طرف أمــيره الحيــاء

» الصلاه " مع صور " ليتنا نعلم قيمتها
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالثلاثاء يناير 26, 2010 2:53 pm من طرف امــــــل الحيــــاه

منتدى
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " 7cy61451
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
امــــــل الحيــــاه
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
امـــــانــــــي
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
أمينة
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
طائر بلا قيود
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
عاشق الحريه
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
أمــيره الحيــاء
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
رامــــي المقدسـي
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
حوريه البحر
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
كبرياء مسلمه
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
صــلاح الديــن
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالنفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 84 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو البرنس هيما فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 4221 مساهمة في هذا المنتدى في 903 موضوع

 

 النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امــــــل الحيــــاه
المديــر العــام
المديــر العــام
امــــــل الحيــــاه


تعاليق : <img src="http://up.arab-x.com/Nov09/eJA60037.gif">

بطاقة الشخصية
طائر بلا قيود:
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Left_bar_bleue0/0النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty_bar_bleue  (0/0)

النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Empty
مُساهمةموضوع: النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم "   النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Emptyالجمعة يناير 29, 2010 10:12 am

النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم " Ibrahim

النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم (1)



معرفة النفس اختراق للذات ، وسفر خارج حدود الزمان والمكان .. والحديث عن النفس أساس فلسفة الوجود ، ومحاولة لاختراق سر الحياة .. إن البحث عن حقيقة النفس يختلف تماماً عن البحث في أي مسألة كونية حسية ، لأن ساحة العلوم الكونية هي المادة ، أما النفس – كما سنرى – فمجردة عن المادة .. ولذلك سنتعرض في بحثنا عن النفس إلى الفلسفة والرؤى الحياتية من منظار علمي ، وإلى القرآن الكريم .. في معظم الديانات القديمة كانت النفس – باعتقاد معتنقي هذه الديانات – مستقلة عن الجسد .. ففي الديانات الفرعونية كان الاعتقاد بأن النفس ترتفع إلى السماء ، وأن الجسد تناله الأرض .. فالمصريون القدماء كانوا يعتبرون النفس ذات أربع شعب :

1 – الروح .
2 – العقل والإرادة .
3 – صورة من الأثير على هيئة الجسم تماماً .
4ـ الجوهر الخالد وهو ما يشترك فيه الإنسان مع الآلهة .

والبابليون كانوا يعتقدون أن نفس الإنسان تنفذ من القبر ، وبالتالي فالنفس غير الجسد لأن الجسد لا ينفذ من القبر .. ومن معتقدات القدماء الصينيين أن أرواح الأموات تنفصل عنهم بعد موتهم وتبقى في الدنيا مع أسرهم .. وفي الديانة الطاوية التي أسسها الفيلسوف الصيني (لاوتسي) في القرن السادس قبل الميلاد ، والتي يُعتقد فيها بتناسخ الأرواح ، فإن لكل إنسان ثلاث أنفس هي :

النفس العاقلة : ومقرها الرأس .
النفس الحساسة : ومقرها في الصدر .
النفس المادية : ومقرها في المعدة .


وفي الديانات الهندية تُعد النفس مستقلة عن الجسد ، فمسألة تقمص الأرواح التي تُعد القاسم المشترك لكل الفلسفات الهندية ، مبنية أصلاً على استقلال النفس عن الجسد .. يقول كريشنه الذي وُلد حوالي سنة (4800) ق.م من امرأة عذراء حيث حلَّ الإله في جسده كما يعتقد الهنود .. يقول : (إن الجسد الذي تهبط إليه النفس شيءٌ زائل ، أما النفس التي لا تدركها العين فهي أبدية .) ويقول أيضاً : (إذا انحل الجسد بالموت ، طارت النفس التي تتغلب عليها الحكمة إلى الطبقات العليا ، التي يرى فيها الأتقياء الله ، ويدركون كماله ، وإذا كانت الشهوات متغلبة على النفس فإنها تُرد ثانية إلى الأرض .)

وفي المذهب الأوبنيشادي الصوفي الهندي ، يُنظر إلى النفس على أنها كونية شاملة موجودة في كل كائن ، وبناءً على ذلك فالإنسان عينه يكون موجوداً في كل كائن من النبات إلى الإله .. لننظر إلى النص التالي من هذا المذهب : (نفس المخلوقات واحدة ، إلا أنها ماثلة في كل مخلوق ، وهي في الآن عينه وحدة وتعدد ، كالقمر الذي يتلألأ على صفحة المياه .)

وفي الفلسفة اليونانية اعتبر سقراط النفس حقيقة مجردة مستقلة ، فالإنسان الحقيقي عند سقراط هو النفس وليس الجسد .. ووضع أفلاطون مبدأ الثنائية في الوجود ، فميز تمييزاً قاطعاً بين النفس والجسد .. لننظر إلى النص التالي الذي يبين هذه المسألة : (النفس تشبه أقرب الشبه الإلهي والخالد والمعقول وذا الطبيعة الواحدة – أي البسيط غير المركب – الذي لا يتحلل والذي هو هو ذاته ودائماً على نفس الحال ، أما الجسد يشبه أقرب الشبه ما هو إنساني ، وفإنه متعدد الطبيعة وغير معقول ولا يبقى أبداً هو هو على نفس الحال )

وفلسفة أفلاطون تَعدَّت الفصل بين النفس والجسد إلى وظائف النفس وعلاقاتها مع الجسد ، فأقام تعارضاً بين النفس والجسد ، معتبراً كل ما يخص الجسد يحمل بذور الشر والتعاسة .. فعلاقة النفس بالجسد ليست علاقة ارتباط عضوي بل علاقة صراع .. فالنفس عند أفلاطون كيان مفكر ، كانت تعرف المثل الجوهرية في عالم المثل قبل حلولها في الجسد .. وهكذا فالمعرفة –عنده – هي إحدى الوظائف الجوهرية للنفس .. ولكن أفلاطون رأى أن النفس تقوم بوظائف ثلاث تتعارض أحياناً ، هي : المعرفة والإرادة والشهوة ، فرأى أنه من غير المعقول أن يقوم بهذه الوظائف الثلاث العضو نفسه في النفس .. وهكذا على الرغم من أن أفلاطون قد اعتبر النفس لا تتحلل ولا تتجزأ ، إلا أنه عاد فاعتبرها مكونة من أقسامٍ ثلاثةٍ :
1- المبدأ العاقل
2- المبدأ الغضبي
3- مبدأ الشهوة

وعاد أفلاطون فقال إن مبدأ العقل يسيطر على المبدأين الآخرين ، وأن القوة العاقلة في النفس هي وحدها الجديرة باسم النفس ، وأن النفس خالدة بقسمها العاقل فقط ، وبالتالي فالإنسان الحقيقي هو العقل .. وما دفعه إلى هذه الأقوال هو التوفيق بين قوله إن النفس لا تتجزأ ، وبين قوله إنها مكونة من ثلاثة أقسام .. أما الفلسفات التي أنكرت النفس ككيان مستقل عن الجسد ومجرد عن المادة ، فتتمثل في الفلسفات المادية الإلحادية ، التي تنكر أصلاً وجود ما وراء عالم المادة والمكان والزمان .. فوجود عالم غير العالم المادي يهدم فلسفتهم المادية التي تزعم بسرمدية المادة والزمان والمكان .. هذا – باختصار شديد – مرور سريع على أهم الرؤى الفلسفية بالنسبة لمسألة النفس وعلاقتها مع الجسد ..

ولننظر الآن إلى النفس وعلاقتها بالجسد من منظار الرؤى الحياتية والعلمية لعلاقة أحاسيسنا المختلفة بالجسد ومكوناته .. لاشك أننا نحس باللذة والألم عبر عناصر أجسادنا المادية .. فصحة الجسد ومرضه، عوامل مادية تجعلنا نتأرجح بين الراحة من الألم وبين الخضوع لسيطرته .. وغريزة الشبع والجوع لا نستطيع التعامل معها إلا عبر مادة الطعام .. ولا شك أن حواس البصر والسمع والذوق والشم واللمس هي مفاتيحنا للدخول إلى هذا العالم المادي .. ولا شك أن إحساسنا بالزمان والمكان متعلقٌ بجسدنا المادي من جهة ، وبالعالم المادي المحيط بنا من جهة أخرى .. فسيلان الزمن – بالنسبة لنا – هو إدراكنا للتغيرات المادية المحيطة بنا ، من منظار تفاعلنا مع التغيرات المادية لمادة أجسادنا .. إذاً تتفاعل أنفسنا مع الزمن وفق بُعدين :

الزمن الداخلي : وهو ناتجٌ عن تفاعل النفس مع طبيعة الجسد وماهيته وحركته ، حيث تدرك النفس انسياب زمنها الداخلي نتيجة لهذا التفاعل .. والزمن الداخلي لكل نفس ، هو الأساس والميزان الذي نقيس عليه الزمن الخارجي الذي نتفاعل معه عبر حواسنا .. فإحساس الإنسان بالزمن وهو مريض يختلف عن إحساسه بهذا الزمن وهو معافى ، مع أن المحيط المادي هو ذاته في الحالتين ..


الزمن الخارجي : وهو ناتجٌ عن إدراك النفس – عبر حواسها – لحركة المادة خارج الجسد ، ويتبع ذلك للوضع المكاني لها ، ولنسبية حركتها ، بالنسبة للعالم الخارجي - خارج الجسد – وتقدر النفس سرعة انسيابه بالنسبة لزمنها الداخلي ..

وكلامنا هذا ليس فلسفة تصورية مادتها الخيال ، إنما حقيقة علمية رياضية أُثبتت بالتجارب ، فالنظرية النسبية لآينشتاين وضعت المعادلات الرياضية التي تربط سرعة الحركة بانسياب الزمن وبتغير شكل المادة وكتلتها .. فلو وضعنا إنساناً في مركبة فضائية تسير بسرعة كبيرة جداً ، وقريبة من سرعة الضوء ، فإن إحساسه بالزمن يختلف عن إحساسنا نحن البعيدين عن الخضوع لهذه السرعة .. فعلى سبيل المثال لو كانت سرعة المركبة هي (240000) كم/ ثا ، لكانت كل (10) دقائق في عالمنا تقابل (6) دقائق في عالم المركبة ، ومع ازدياد سرعة المركبة يزداد الفارق ، حتى إذا بلغت سرعة المركبة سرعة الضوء خرج هو ومركبته من إطار المادة والمكان والزمان ، وأصبحت الثانية في عالمنا تقابل اللانهاية من السنين في عالمه ..


وهذا المسافر في المركبة لا يحسّ بتغير الزمن لأن الزمن الداخلي الذي يحسّ به نتيجة تعرض مادة جسده لهذه السرعة الهائلة ، يساوي تماماً تغير مادة عالم مركبته المدفوعة هي الأخرى بالسرعة ذاتها ، ولذلك يحصل توازن ما بين زمنه الداخلي والخارجي ، فلا يحس بأي تغير في انسياب الزمن .. أما لو أُتيح له النظر إلى عالمنا فسيرى أن زماننا يتسارع مقارنة مع زمنه ، وذلك بنسبة تتعلق بسرعة مركبته .. فلو كانت سرعة مركبته مثلاً قريبة جداً جداً من سرعة الضوء ، فإن الزمن اللازم عنده لشرب فنجان من القهوة في مركبته ،يراه قد مر سنين كثيرة على عالمنا عندما يعود إلى هذا العالم.

هذه الفلسفة العلمية المثبتة رياضياً نستطيع التحقق منها يومياً أثناء نومنا .. فعندما ننام ينتهي إحساسنا بانسياب الزمن وينتهي تفاعلنا مع تغير عناصر المكان فبعد مرور فترة من نومنا يأخذ الجسم حاجته الكاملة من الراحة ، بعد هذه الفترة لا نحس بعد أن نفيق من نومنا بمقدار الزمن الذي مر علينا أثناء هذا النوم سواءً كان يوماً أم مائة عام ، وفي هذا أكبر دليل على أننا في تلك الفترة كنا – كجوهر مجرد من مادة الجسد – خارج حدود الزمان والمكان .. وبالتالي فجوهر الإنسان (نفسه) ليس مادياً على الإطلاق فلو كان هذا الجوهر مادياً حتى بأيِّ نسبة لكان هناك إحساس بالزمن يقابل هذه النسبة لأن إدراك الزمان والمكان يقتضي مادة تتحرك مكوناتها ضمن حيز من المكان ..

والنفس أثناء النوم على الرغم من وجودها خارج الجسد فإنها تعود إلى الجسد فور تعرضه لمؤثر خارجي كافٍ لعودتها ، وبعد هذه العودة تحس بالعالم خارج الجسد ، أما إذا كان المؤثر الخارجي غير كافٍ لعودتها فإننا لا نحس به إطلاقاً .. ولذلك نرى أنه حين خضوعنا للتخدير الجراحي لا نحس إطلاقاً بالألم على الرغم من تعرض أجسادنا للعمل الجراحي ، وسبب ذلك أن أنفسنا كانت أثناء التخدير خارج أجسادنا ، وحين عودتها إلى هذه الأجساد بعد زوال تأثير مادة التخدير ، يبدأ إحساس أنفسنا بالألم ..

وعلى الرغم من أن التخدير يكون من خلال المادة ، إلا أن هذه المادة تؤدي إلى خروج النفس من الجسد بدليل عدم إحساسنا بالألم ، وفي هذا دليل على أن هناك علاقة بين النفس والجسد .. هذه العلاقة هي من منظار العالم المادي الذي ينتمي إليه الجسد هي علاقة مادية ، بدليل أن مادة التخدير أخرجت النفس من الجسد .. وهي من منظار العالم المجرد عن المادة الذي تنتمي إليه النفس ، هي علاقة غير مادية على الرغم من أنها تؤثر على مادة الجسد ، والدليل هو إحساسنا بالنشوة والألم حينما نفرح ونحزن عند سماعنا للأخبار السارة والحزينة ، وهذا الفرح والحزن يؤثر على فيزيولوجيا الجسد، فكم من مرضٍ عضوي كان منشؤه نفسياً ، وكم من حالةٍ نفسية ساهمت في علاج أمراضٍ عضوية .. ودليلٌ آخر على أن النفس جوهر غير مادي ، وتحس باللذة والألم في هذا العالم المادي عبر مادة الجسد ، هو أننا أثناء أحلامنا في النوم نحس باللذة و الألم على الرغم من أن الجسد لم يتعرض لأي مؤثر مادي يؤدي إلى تلك الأحاسيس ..

إذاً الذي يحس بالألم واللذة ليس الجسد ، وإنما النفس .. ولكن الجسد هو الباب الذي تعبر منه النفس في أحاسيسها إلى هذا العالم المادي عبر الحواس المعروفة .. وهذا لا يعني أن النفس محتاجة في أحاسيسها في العوالم غير المادية لهذه الأبواب الحسية .. ففي النوم - كما قلنا – يتم الإحساس دون هذه الأبواب الحسية ، على الرغم من أن الجسد أحياناً يستجيب لتلك الأحاسيس ، فعندما نفيق نجد أجسادنا – أحياناً – وكأنها هي من تعرض للتأثيرات التي رأيناها في المنام، وهذا – كما قلنا – يتعلق بالعلاقة بين النفس والجسد ..

إن ما نريد قوله هو أن النفس في المنام ترى دون آلية العين الضوئية ، وتسمع دون آلية السمع الأذنية .. وتمارس كل أحاسيسها دون آليات الجسد الحسية ، ودون التأثير المادي للعالم المادي المحيط بأجسادنا .. إذاً الجسد بحياته ونبضه وحركة مكوناته الداخلية ، ليس أكثر من وعاءٍ للنفس التي تنتمي لعالمٍ غير مادي .. والجسد يعمل بأمر هذه النفس ويستجيب لشهواتها ورغباتها ، وبالمقابل فإن النفس عندما تحل بهذا الجسد تصبح محكومة لإطار المكان والزمان الذي ينتمي إليه الجسد .. فحركتنا في هذه الحياة تتكون من وجهين متمايزين :

1- حركة لا شعورية ترتبط بحياة الجسد من حركة للقلب وغيره من أعضاء الجسم ، وهذه الحركة لا علاقة للنفس بها ، بدليل بقاء هذه الحركة مستمرة أثناء النوم .


2- وحركة إرادية تقوم بها النفس عبر الجسد .

وأفضل تشبيهٍ للعلاقة بين النفس والجسد ، هو العلاقة بين السائل والوعاء الذي يُوضع به هذا السائل .. فالسائل هو الذي يعطي الوعاء الوظيفة التي صُنع من أجلها ، والوعاء هو الذي يحجز السائل داخل جدرانه ويمنعه من الانفلات ، ويفرض عليه شكل سطحه الداخلي .. وما يؤكد أن النفس جوهر غير مادي ، وأن الجسد ليس أكثر من وعاء لها ، هو أنه بتطور العلوم الطبية أصبح من الممكن نقل الأعضاء من إنسانٍ لآخر ، واستبدال بعض الأعضاء كالقلب والكلى بأجهزة من صناعة البشر .. وعلى الرغم من ذلك لا يتبدل الإنسان كنفسٍ عاقلة مدركة نتيجة استبدال بعض أعضائه ..

إذاً القوة العاقلة المدركة التي تقف وراء استقراء الإنسان وتعقله وشهوته ، هي قوة تابعة للنفس المجردة عن عالم المادة ، فالعقل والإرادة ودوافع الشهوة (دون الغريزة) ، كل ذلك يصدر عن النفس . وكما أن الجسد بكليته وبحركته وحياته وعاء للنفس ، فإن الدماغ وعاءٌ للعقل .. وبما أن الدماغ يقود الجسم ويقف – مادياً – وراء كل الأوامر التي يتلقاها الجسد ، فإن القوة العاقلة (بما فيها الإرادة) تقف وراء كل الدوافع النفسية التي تأمر بها النفس الجسد ..

ولما كان الجسد مادياً وينتمي لهذا العالم المادي الذي يحوي المتناقضات في الوقت ذاته ، ولما كانت النفس بوجهها المجرد تنتمي لعالم لا يحتوي المتناقضات في الوقت ذاته .. نرى أنه يمكننا تصور المسألتين الماديتين المتناقضتين للمسألة الواحدة في الوقت ذاته ، ولا يمكننا أبداً تصور المسألتين الرياضيتين المجردتين للمسألة الواحدة في الوقت ذاته ..


فيمكننا أن نتصور أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تمدد أقطار الجسم ، ويؤدي إلى تقلص أقطار الجسم أيضاً ، فمعلومٌ أن الماء في الدرجة (+4) مئوية يزداد حجمه بانخفاض درجة الحرارة ، ولكننا حينما تصورنا أن الاثنين أكبر من الواحد كقضية مجردة، فإن هذا التصور ينفي أبداً تصور القضية المعاكسة لهذه القضية ، وهي أن الواحد أكبر من الاثنين كقضية مجردة .. ومرد هذا أن هذه القضية المجردة هي قضية عقلية تنبع من النفس المجردة عن المادة .. ولكن حينما ننزل هذه القضية العقلية المجردة إلى عالم الحس فإننا نقبل المتناقضات لهذه القضية في الوقت ذاته .. فالبرتقالة الكبيرة أكبر من برتقالتين صغيرتين ..

الأمر ذاته بالنسبة لإرادة النفس ، فلا يمكن للنفس أن تحمل في الوقت ذاته للمسألة ذاتها إرادتين متناقضتين ، ولكن حينما تنزل هذه الإرادة إلى عالم الحس والوجود المادي، وتتفاعل مع مادة تنفيذ هذه الإرادة ، وتتحول إلى مشيئة ، فمن الممكن أن تكون هناك طرقٌ متناقضة لتنفيذ الإرادة الواحدة .. ومرد ذلك أن عالم المشيئة يحتوي المتناقضات في الوقت ذاته ، لأنه عالم مادي متغير غير ثابت .. هذه هي أهم معالم النفس ومتعلقاتها من منظار الفلسفة والعلم والتجربة الحياتية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النفس البشرية بين الفلسفة والقرآن الكريم "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(( إلهي خذ بيدي من الضلال الى الهدى )) :: المنتدي الاول :: علم النفس وتطوير الذات " لتكون إيجابيا بالحياه-
انتقل الى: