وقد مثلت مفاوضات كامب ديفيد الثانية التي جرت برعاية أميركية في الفترة ما بين 11 و25 تموز/يوليو 2000 ومفاوضات طابا التي أعقبتها بعدة شهور، من خلال البحث فيهما في قضايا التسوية النهائية ومن بينها قضيتي اللاجئين والدولة السياق العام لاستشراف مستقبل اللاجئين في الضفة والقطاع على وجه التحديد وسائر اللاجئين الفلسطينيين على وجه العموم. وقبل عقد مفاوضات كامب ديفيد الثانية وطابا كان ملخص المواقف الفلسطينية على الشكل التالي:
1- المطالبة بانسحاب "إسرائيلي" كامل من شرق القدس بما في ذلك الأحياء اليهودية.
2. انسحاب "إسرائيلي" إلى حدود الرابع من حزيران 1967، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 242 بحذافيره.
3. سيطرة فلسطينية على معابر الحدود مع كل من الأردن ومصر.
4. إخلاء جميع المستوطنات، دون نفي إمكانية إبداء المرونة في هذا المجال.
ورغم التحفظات الفلسطينية والصهيونية التي سجلت على ورقة "التجسير" التي قدمها الرئيس الأميركي (السابق) بيل كلنتون وتعالج المواطن الخمسة المحتملة للاجئين وهي: دولة فلسطين، ومناطق من الكيان الصهيوني ستنقل إلى فلسطين ضمن تبادل الأراضي، وإعادة تأهيل في الدول المضيفة، وإعادة التوطين في دولة ثالثة، والإدخال إلى الكيان. فقد تبادل المفاوضون الفلسطينيون والصهاينة في مفاوضات طابا عددا من المقترحات بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين تمحورت حول عدد من النقاط منها:
1. يقر الطرفان بأن الحل العادل والشامل لمشكلة اللاجئين ضروري للتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم.
2. يقر الكيان الصهيوني بمسئوليته الأخلاقية والقانونية عن تشريد السكان الفلسطينيين في أثناء حرب 1948 وطردهم بالقوة. وعن منع اللاجئين من العودة إلى ديارهم وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
3. يتحمل الكيان المسؤولية عن حل مشكلة اللاجئين.
4. إن الحل العادل لمشكلة اللاجئين وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 يجب أن يقود إلى تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
5. انسجاما مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 (الدورة الثالثة) يحق لكل اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم في "إسرائيل" والعيش بسلام مع جيرانهم أن يفعلوا ذلك وسوف يمارس كل لاجئ حق العودة وفقا للشكليات التي تحددها الاتفاقية. ومنها:
أ- اللاجئ الفلسطيني هو أي فلسطيني منع من العودة إلى بيته بعد 29 تشرين الثاني / نوفمبر 1947.
ب- من دون تقييد عمومية مصطلح "لاجئ" يشمل "اللاجئ" في هذه الاتفاقية نسل اللاجئ وزوجته.
ت- من دون تقييد عمومية مصطلح "لاجئ" يعتبر كل الأشخاص المسجلين لدى الأونروا لاجئين انسجاما مع هذه المادة.
هذا وقد أشارت بعض نقاط اتفاق طابا إلى أن مناطق السلطة الفلسطينية (الدولة) هي من الدول المضيفة للاجئين. كما أشار مشروع دولة فلسطين إليهم بالقول في المادة الرابعة عشرة منه: “للفلسطيني الذي خرج من فلسطين بعد العام 1948 ومنع من العودة إليها حق العودة إلى الدولة الفلسطينية وحمل جنسيتها، وهو حق دائم غير قابل للسقوط أو التقادم. وتعمل الدولة الفلسطينية على متابعة السعي لتنفيذ الحق المشروع للاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم وقراهم والتعويض من خلال المفاوضات والسبل السياسية والقضائية وفقا لقرار الأمم المتحدة 194 لسنة 1948 ولمبادئ القانون الدولي”.
ومن هنا يبدو أن مصير اللاجئين الفلسطينيين ومن ضمنهم لاجئو الضفة الغربية وقطاع غزة يتراوح ما بين نصف مواطن ومقيم في الدولة الفلسطينية الموعودة التي يفترض أن يؤدي قيامها إلى تحسن شامل في أداء مختلف القطاعان الاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية لكن حجم الدمار الذي أصاب تلك القطاعات نتيجة لاحتياجات الجيش الصهيوني لمناطق الدولة الموعودة يشير إلى أن تلك الدولة ما زالت بعيدة المنال فضلا عن أن مقومات استقلاليتها وسيادتها لم تتبلور بعد.