عاشق الحريه عضو نشيط
| موضوع: الغيبة فاكهة النساء. الجمعة يونيو 12, 2009 10:59 am | |
| جاء على ألسنة الدَّهْماء: الغيبة فاكهة النساء.
لكنها في واقع الناس مرض عمَّ وطمّ، وصار من أكبر أدواء الأمم، فأَعيى أطباء النفوس أن يجدوا له الدواء لفساد القلوب ووَضَر العيوب، وأنَّى لهذا الحال أن يزال وقد صار الإنسان لأخيه عقرباً لاسِعةً وأَفعى لاذعة!
فإن كنت في زُمرة المغتابين فإنك مطالب بأن تنتبه من غفلتك وتُنقذ نفسك من شَقْوتك. إنك إذا أردت أن تذكر عيوب إخوانك، وأن تدفن الحسنات وتُفْشي السيئات فاذكر عيوبك، فإن أحدكم يُبصر القَذى في عين أخيه ولا يبصر الجِذع في عين نفسه. والسعيد من شغله عيبه عن عيوب الناس، ومن اشتغل في عمره القصير بإصلاح ما عنده من العيوب قبل أن يقف بين يدي علام الغيوب.
إن ثَلْب الناس وأكل لحوم جيف الموتى من البشر من أقبح العيوب.
إن في جهنم أقواماً لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، سأل النبي صلى الله عليه واله وسلم جبريل عنهم فقال: »هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم«! رواه أبو داود.
إن حماية أعراض الناس وحفظ حرماتهم لها في الإسلام شأن عظيم، فهي حقوق فرضها الإسلام وجعلها ديناً يتعبّد به المؤمن كما يتعبّد بالذكر والصلاة »فكل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه« رواه مسلم.
ولا يغرُبَنّ عن بالك أن ذكر الغير ذو ثلاث شعب: الغيبة والبهتان والإفك، وكل ذلك في كتاب الله، فالغيبة أن تقول ما فيه مما يكره، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفك أن تقول ما بلغك (كما يقول الحسن).
وقد اشتدّ غضب النبي | يوماً فنادى بصوت أسمع العواتق في خدورهنّ: »يا معشر من آمن بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإن من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته...« رواه الترمذي.
وبيّن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم »بأن أَرْبى الرّبا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم« رواه ابن أبي حاتم.
وقال عمر بن عبد العزيز: »أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكفّ عن أعراض الناس!«.
وإن كنت في زمرة المستمعين فاعلم أن الآذان ستسأل كما يُسأل اللسان، والله تعالى يقول: }إن السَّمعَ والبصرَ والفؤاد كلُّ أولئكَ كان عنه مسؤولاً{ الإسراء - 36. إن المستمع هو أحد المغتابين، وإن الساكت شريك المغتاب، ولا يخرج من إثم الغيبة إلا بأن ينكر بلسانه أو يرتحل، أو ينكر بقلبه إن عجز عن الإنكار والارتحال. والله تعالى ينهاه عن أن يسمع ويصدق: }فلا تَخوضُوا معهم حتى يَخُوضوا في حديث غيره، وإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فلا تَقْعُدْ بَعدَ الذِّكْرى مع القومِ الظّالمين{ الأنعام - 68.
وقد دعاك حبيبك صلى الله عليه واله وسلم أن تدافع عن أخيك المجنيّ عليه بقوله: »من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة« رواه الترمذي. ولا يمنعك الحياء من الناس أو إرضاؤهم أن تفعل شيئاً }فاللهُ ورَسولُهُ أَحَقُّ أن يُرْضوهُ إنْ كانوا مُؤْمنين{ التوبة - ،62 يقول الشاعر:
وسَمْعَك صُنْ عن سَماع القبيح كصَوْن اللسانِ عن النطق بهْ
فإنك عند استماع القبيح شريكٌ لقائله فانتبهْ
وإن كنت في زمرة الضحايا فلا يعظمنّ في نفسك أن تعفو وتصفح، فإنك تخطئ في جنب الله تعالى بأعظم من ذلك وترجو عفوه وغفرانه. واعلم أن الغيبة تبدّد الحسنات، وأنك بسكوتك وعفوك تجني من حسنات الذين يغتابونك، فإنهم قد اختاروا لأنفسهم قِسْمةً ضيزى:
يحملون من سيئات إخوانهم ويهبونهم من حسناتهم!
قيل للحسن: إن فلاناً قد اغتابك، فأرسل إليه الحسن بطبق فيه رطب وقال: »بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك، فأحببت أن أكافئك!«.
وقال عبد الله بن المبارك: »لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديَّ، فهما أحق بحسناتي!«.
وهل يعجز أحدنا أن يكون كأبي ضمضم؟ كان إذا خرج من بيته قال: اللهم إني قد تصدّقت بعِرضْي على الناس!
فطوبي لمن أصغى إلى داعي الحق واستقام، وطهَّر ظاهره وباطنه من ذلك السَّقام!
| |
|
امـــــانــــــي المراقـب العـام
| موضوع: رد: الغيبة فاكهة النساء. الجمعة يونيو 12, 2009 1:36 pm | |
| قال الله تعالى : ( ولاَ يَغَتب بَعضٌكُم بَعضًا أيُحِبُ أحَدُكُم أن يأكُلَ لَحمَ أخِيِه مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُ ) الحجرات : 12 )
وقال رسول الله ( ص ) : كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه )
وقال : ( ص ) ( إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا , فإن الرجل قد يزنى , ويتوب فيتوت الله عليه ,
وإن صاحب الغيبة لا يغفر له , حتى يعفو له صاحبها )
وقال : ( ص ) ( من رمى أخاه بغيبة يريد بها شينه أوقفه الله تعالى على جسر جهنم يوم القيامة ,
حتى يخرج مما قال )
وقال : ( ص ) ( إياكم والغيبة فإن فيها ثلاث آفات : لا يستجاب لصاحبها دعاء , ولا تقبل له حسنة وتتراكم
عليه السيئات )
وقال : ( ص ) ( فى ذميم شر الناس يوم القيامة ذو وجهين النمام والذى يأتى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه,
من كان ذا وجهين فى الدنيا , كان له يوم القيامة لسانان من نار ) | |
|