يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرينالعيد عيدين.. هكذا ردد أهل غزة العـــزة
فرحًا بتخريج حفظة كتاب الله
ليثبت هذا الشعب الصامد أن
الإيمان والعلم والعمل هي السلاح الأقوى
في مواجهة أعداء الله "اليهود وأعوانهم"
ويسألون لماذا غزة تنتصــر؟؟.. الإجابة في::
تاج الوقار::
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
"
هذا هو جيل النصر".. مقولة تردَّدت كثيرًا من المشاركين في مهرجان "تاج الوقار.. للأقصى انتصار" وهم يشاهدون سمات الإيمان والنور الذي يعلو جباه عشرة آلاف حافظ وحافظة ووجوههم جرى تكريمهم في المهرجان "التاريخي" كما سمَّاه رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
كانت فكرة رائدة سرعان ما تحوَّلت إلى مشروع كبير يقوم عليه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وضعوا نصب أعينهم الانشغال في إعداد جيل النصر، وما بدا للحظات صعبًا أو مستحيلاً ها هو يصبح حقيقة ماثلة للعيان؛ فقد نجحت مخيمات "تاج الوقار" في تخريج عشرة آلاف حافظ لكتاب الله أتموا الحفظ خلال شهرين من المواظبة والعمل الحثيث والإصرار.
ولأنهم حفظة القرآن وجيل النصر المنشود، استحقوا التكريم بما يليق لهم؛ فحضر هنية راعي مسيرة التحفيظ، وغالبية الوزراء والنواب في الحفل الكبير والاستثنائي بنوعيته حضوره وحجمه، والمتميز بالحفظة والحافظات الذين أموا الكتيبة الخضراء.
فرحتان وأكد الدكتور عبد الرحمن الجمل رئيس "دار القرآن الكريم والسنة" المشرفة على هذا الحدث الاستثنائي غير المسبوق أن "الاحتفال بخريجي مخيمات "تاج الوقار وغراس الجنة" هو بمثابة فرحتين: فرحة بالعيد، وفرحة بتخريج حفظة القرآن"، مبشرًا الأقصى بأنه سيتم تحريره على أيدي هذا الجيل القرآني الذي سيعيد إلى الأمة مجدها وعزتها وكرامتها.
جديرٌ بالذكر أن "دار القرآن الكريم والسنة" في قطاع غزة أطلقت في الثالث عشر من حزيران (يونيو) مخيمات "تاج الوقار" بهدف تخريج عشرة آلاف حافظ وحافظة للقرآن خلال ستين يومًا، وهو ما نجحت في إنجازه بفضل توفيق الله ثم بجهد كبير من العاملين والمشرفين الذين زاد عددهم عن الألف، وإصرار من الحفظة والمقبلين على كتاب الله.
جهد متواصلوقال الدكتور الجمل رئيس الدار إن إطلاق هذا المشروع في الإجازة الصيفية للطلبة من أجل استغلال وقت هذا الفراغ في بناء الجيل القرآني المؤهَّل والقادر على تحمُّل مسؤولية تحرير الوطن والدعوة إلى الله.
وجاء "تاج الوقار" هذا العام استكمالاً لجهود تحفيظ القرآن التي تقوم بها "دار القرآن والسنة"، بعد أن نفَّذت في صيف 2007 مشروع مخيمات صيفية لتحفيظ القرآن في 60 يومًا، وحفظ القرآن فيها ما يقارب 400 حافظ وحافظة للقرآن كاملاً، ومنهم من حفظ عدة أجزاء، وفي صيف 2008 نفَّذت مشروع "تباشير النصر" الذي حفظ فيه القرآن ما يقارب من ثلاثة آلاف طالب وطالبة.
ومنذ البداية أكد القائمون على المشروع أن أحد أهم مبرِّرات إطلاق هذا المشروع هو تكرار الاعتداءات من قِبَل الكفار والصليبيين على القرآن الكريم والسنة النبوية؛ ما حفَّز على ضرورة الرد عليها بمشروع "تاج الوقار"؛ لتخريج المزيد من الحفظة والمتمسكين بمنهج الله.
كما أنه يعدُّ أيضًا ردًّا على الحرب التي يمارسها الاحتلال وأعوانه في تدمير الأخلاق وسياسة التجهيل المعتمَّدة بهدم المساجد ودُور التحفيظ التابعة لـ"دار القرآن الكريم والسنة".
واستهدف المشروع طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وطالباتهما، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عامًا، إلى جانب طلاب الجامعات والموظفين.
مهرجان تاريخيوخلال حفل التكريم ألقى رئيس الوزراء إسماعيل هنية كلمة غمر خلالها الحافظين بالمحبة والتقدير، مؤكدًا أنهم هم من يستحق أن يقود الشعب الفلسطيني لا أولئك الذين ينصبون أنفسهم ويتخلون عن الثوابت والحقوق.
وشدد على أن هذا مهرجان حدث تاريخي ليس كسائر المهرجانات؛ فهو يحمل عدة صفات؛ منها صفة العبودية والقوة لحمله السلاح والمرابطين في الثغور، مؤكدًا أن المسجد الأقصى يتحرَّر فقط باليد المتوضئة التي تحمل البندقية في يد والمصحف في أخرى.
وقال: "نريد أن نصل بالقطاع إلى لحظة نسمِّيه فيها "قطاع حفظة القرآن" 10 و20 حتى 100 ألف أو يزيد، قطاع الانطلاق نحو القدس".
وأضاف: "نهنئكم ونهنئ أنفسنا بتخريج هذه الأعداد:عشرة آلاف حافظ وحافظة، وبعد وقت قصير سنشهد تخريج ستة آلاف حافظ وحافظة بإشراف وزارة الأوقاف، ثم تخريج 600 حافظة بإشراف "جمعية الشابات المسلمات".. إذن، نحن اليوم في هذا العام نقدم إلى الأمة تهنئة العيد، وتهنئة عيد غزة هي تخريج 16 ألف حافظ وحافظة لكتاب الله".
سجود شكروخلال كلمة الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي سجد الحضور جميعًا شكرًا لله على إتمام حفظ القرآن؛ باعتبار أن هذا هو درب السالكين نحو تحرير الأقصى والقدس الأسير.
يذكر أنه كان ضمن من أتم حفظ القرآن خلال مخيمات "تاج الوقار" عائد نجل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية الذي أتم حفظ القرآن الكريم في مدة قصيرة لا تتجاوز "35 يومًا".
وأكد مدير فرع غرب غزة الأستاذ أكرم منصور أن عائد حصل على درجة متميزة بين زملائه من حفظة كتاب الله؛ حيث نال المرتبة الثانية على شعبته.
يذكر أن عائد إسماعيل هنية يبلغ من العمر 16عامًا، وقد ولد أثناء إبعاد والده إلى مرج الزهور، وسمِّي بـ"عائد" تيمنًا وأملاً في عودة والده من الإبعاد.
مميزونوأعلن خلال المهرجان أن أسرع حافظ هو محمد العكلوك، وأسرع حافظة صفاء الشرفي، وأصغر حافظ عبد الكريم عليان (ثماني سنوات)، أما أصغر حافظة فهي آلاء كحيل (ثماني سنوات)، وتلت آيات من الذكر خلال المهرجان، أما أكبر حافظ فهو سليم البهلول (61 سنة)، وأكبر حافظة ليلة البراوي (65 سنة)، فيما كان من المكفوفين محمد جندية ومحمد المنسي وسناء الرنتيسي.
ويبقى "تاج الوقار" واحدًا من مئات المشاريع الدعوية التي تُسهم في صياغة الشخصية الإسلامية، وتعكس آلية صنع الرجال في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لجيل النصر المنشود.